NETWORK_TRNDS NETWORK_TRNDS
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

ورزازات .. تلاميذ يترافعون "من أجل حمامات تقليدية مستدامة"

ورزازات .. تلاميذ يترافعون "من أجل حمامات تقليدية مستدامة" يكشف هذا الروبرتاج التحسيسي اللثام عن جزء من المخاطر البيئية للحمامات التقليدية بالمغرب، هذا الروبرتاج الذي أعده تلاميذ وتلميذات من نادي البيئة والطاقات المتجددة بثانوية ابي بكر الصديق التأهيلية بمدينة ورزازات، يدق ناقوس الخطر وينادي إلى توظيف حلول صديقة للبيئة للحفاظ على الحمامات التقليدية باعتبارها ارثا ثقافيا واجتماعيا، لكن في الوقت نفسه، أن تكون فضاءات مستدامة، وذلك بالاعتماد على الطاقات المتجددة خاصة الطاقة الشمسية وتقنيات العزل الحراري واستعمال المخلفات العضوية.
ربورتاج - ورززات ا يكاد أي حي من الأحياء المغربية يخلو من حمام تقليدي، إذ تعتبر الحمامات الشعبية واحدةً من الفضاءات التراثية التي تكثف طقوسا اجتماعية وثقافية تمزج بين الاستحمام والاسترخاء والتواصل. لكننا في هذا الربورتاج سنكتشف معطيات وحقائق صادمة تؤكد أن هذه الأماكن التي ترمز للنظافة والطهارة والاستجمام، تعتبر أيضا عوامل خطيرة تساهم في التلوث البيئي. ويعتبر الحمام الشعبي من أهم المرافق الاجتماعية التراثية في التاريخ المغربي، حيث شكل جزءا بارزا من عمران المدن المغربية العتيقة، بهندسته المعمارية المتميزة. وهو عبارة عن بناية تتكون أساسا من مجموعة من الغرف المتداخلة ومختلفة المساحة، توفر حماما من البخار الساخن والرطب، تحت أضواء خافتة تُكسب المكان سحرا مغريا. هنا تتوفر كل ظروف الاستحمام والاسترخاء والتخلص من الأوساخ والتعب، لكنها أيضا أمست فضاءات للتلاقي والتعارف وتبادل الأخبار. وحسب إحصائيات وزارة الصناعة التقليدية المغربية، ورغم التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع المغربي والتي مست فضاءات النظافة والاستحمام المنزلية والخاصة، فإن حوالي 95 بالمئة من المغاربة يرتادون نحو إثني عشر ألف حمام تقليدي بشكل دوري.
قادنا بحثنا إلى أحد الحمامات الشعبية في مدينة ورززات، والتقينا السيد محمد سلاح الذي يشتغل في فرن الحمام كفرناتشي واستفسرناه عن كيفية تدفئة الحمامات وأهم المواد المستعملة وكميات الماء المستهلك كل يوم. أجابنا قائلا: "نستعمل ونستهلك كميات كبيرة من الخشب، نبدأ في الصباح الباكر، ننظف الفرن ونشرع في تسخين الحمام.. نضيف الخشب كلما دعت الحاجة لذلك، كما يستهلك الحمام ما يقارب ثلاثة أطنان من المياه يوميا." إذن حسب تصريحات مختلفة، تحتاج الحمامات إلى أطنان هائلة من الحطب، أي ما معدله طن ونصف (طن 1.5) من الأخشاب يوميا، ونتيجة لذلك، فالمغرب يخسر سنويا حوالي ثلاثين ألف هكتار من الغابات، وهذه الهكتارات عندما تحترق تساهم بنسبة 9 في المائة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما أن تحرياتنا كشفت عن استعمال مواد بلاستيكية كعجلات العربات، مما يغرق الهواء بأطنان إضافية من الغازات السامة. وأول المتضررين من هذه الغازات هم هؤلاء العمال ذاتهم الذين يشتغلون في حجرات التسخين أو ما يسمى "الفرناتشي"، وفي هذا الصدد أكد محمد سلاح: "أن الأمر صعب ومضر بالصحة مع تعاقب الأيام، لكننا ألفنا الوضع وتأقلمنا معه". وقد لاحظنا الارتفاع المهول في درجة الحرارة داخل أماكن التسخين تلك، علما أننا لم نلبث فيها سوى دقائق معدودة.
ذن كيف نحافظ على إرث ثقافي له وظائف اجتماعية عدة دون الإضرار بالبيئة؟ وماهي البدائل الممكنة والأكثر استدامة؟ إشكالات وتساؤلات عدة حملها فريقنا إلى حسناء بويقبى أستاذة ب"معهد مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية بورززات "التي أجابت على تساؤلاتنا قائلة: "أولا، الحمامات التقليدية جزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها إذ تربطنا بها علاقة قوية. لكن هذا لا يمنعنا من طرح أسئلة من قبيل، هل استعمال الحمامات شيء مسلم به في ظل هذه الأزمة الطاقية؟ مع الأخذ بعين الاعتبار هذه التغيرات المناخية التي يعاني منها الكوكب، وهل نستعمل الحمامات بطريقة فعالة؟؟ فمثلا عند دخولي للحمام، أجد صنبورين، واحد مخصص للماء البارد، أما الثاني فمخصص للماء الساخن، كمواطن عادي لن أولي الأمر اهتماما كبيرا، لكن بصفتي متخصصة في النجاعة الطاقية، فهذا بالنسبة لي يعد هَدْرا كبيرا للطاقة، إذ أن الماء يتم تسخينه إلى درجة حرارة مرتفعة، و بعدها يتم تبريده مجددا بماء بارد، لماذا أقوم بتسخينه بدرجة حرارة عالية إن كنت سأقوم بتبريده مجددا؟ لما لا أقوم من البداية بتسخينه بمعدل 40 درجة، وهي كافية لجسم الانسان بدل تسخينه إلى درجات أكبر وبالتالي ضياع كميات هائلة من الخشب. كما يجب أيضا توعية العاملين بالفرناتشي بالاهتمام أكثر بكمية الخشب والأكسجين داخل الفرن لتحقيق الاحتراق الكامل والتقليل من الانبعاثات الغازية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يمكن الاعتماد على الألواح الشمسية وبالأساس المستشعرات الحرارية، حيث من خلالها يمكن رفع درجة المياه قبل إدخالها الى سخانات الحمام ، فبمرور المياه عبر هذه الالواح تسخن بدرجات لابأس بها، بهذه العملية مثلا قد نساعد في تحسين نظام التسخين في الحمام بشكل فعال وتخفيض نسبة استهلاك الخشب بنسبة 10%، كما يمكن استرجاع الحرارة والطاقة من الماء المستعمل". في مسعى العيش في مدن ومجتمعات محلية ذات أنماط إنتاج واستهلاك مستدامة، حاولنا في هذا الربورتاج، التحسيس بالتلوث البيئي وبأهمية الطاقات المتجددة كسبيل واعد لعقلنة تدبير مواردنا الطبيعية وإدارتها بحكمة، كل ذلك كي نتمكن من الحفاظ على الحمام البلدي؛ هذا الإرث الثقافي العريق، لكن مع ضمان أن لا يساهم في اختناق كوكبنا. فريق العمل: إنجاز نادي البيئة والطاقات المتجددة بثانوية ابي بكر الصديق التأهيلية جماعة تارميكت المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بورزازات: مروان لكصير- احمد داهبي - محمد الطاغريطي - اكرام بعربي – اميمة توزي – الهام ادموسى إشراف: ذ. الحسين داهبي – عبدالواحد مكاوي

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

NETWORK_TRNDS

2016